كيف يعرف النفاق، والأمور المعينة على تركه
السؤال: كيف يعرف الإنسان أنه ليس من المنافقين، وما هي العلامات التي يستطيع الإنسان بها الابتعاد عن النفاق؟
الجواب: يعرف الإنسان ذلك بالابتعاد عما ذكره الله ورسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من صفات المنافقين:
فالمنافقون يؤمنون بألسنتهم ولا تؤمن قلوبهم.
والمنافقون إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى.
ولا ينفقون إلا وهم كارهون.
ويحبون ظهور الكفر على الإسلام، ويغتمون ويحزنون إذا أصاب الكفار هزيمة، ويفرحون إذا أصابت المسلمين هزيمة.
ويأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم.
وهم حريصون على إشاعة الفرقة بين المسلمين وتشتيت شملهـم: ((لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالاً)) [التوبة:47] فيتحججون ويتعللون عن أوامر الله عز وجل بالعلل الواهية الكاذبة ومما قالوا: ((ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي))[التوبة:49] وقال الآخر: ((لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ))[التوبة:81] إلى غير ذلك من العلل الواهية للتملص من شرع الله ومن أوامره، ومما افترضه الله إلى غير ذلك، وكما في الحديث: {أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً: إذا حدث كذب، وإذا أؤتمن خان، وإذا عاهد غدر, وإذا خاصم فجر} إلى غير ذلك من الصفات التي ذكرها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
والمقصود أن الإنسان إذا تجنب صفات المنافقين وعمل بصفات المؤمنين، التي منها: ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)) [الأنفال:2].
((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ))[الحجرات:15].
((قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ))[المؤمنون:1-2] إلى آخر ما جاء في كتاب الله من بيان صفات المؤمنين وأحوالهم.
فإذا كان متصفاً بصفات المؤمنين مبتعداً عن صفات المنافقين، وخائفاً أن يقع في النفاق، فهو مؤمن وليس بمنافق بإذن الله، كما قال الحسن البصري رحمه الله عن النفاق: [[ما أمن النفاق إلا منافق، ولا خافه إلا مؤمن]].
فالمؤمن يخاف أن يكون منافقاً، وأما المنافق فهو يأمن من ذلك، ويقول: لستُ منافقاً أبدا، وتراه يدافع، وكما نرى في الصحف هذه الأيام، حيث يكتب في الصحف ويدافع حتى عن أعدى أعداء الإسلام، ويقولون عمن قتل منهم: إنه شهيد.
ففي هذه الأيام حملة شديدة جداً ضد توبة الفنانات، ويقولون: إن الفنانات اللاتي تبن لديهن عقد نفسية وظروف شخصية، واللائي لم يتبن يقولون عنهن: أنهن عفيفات وطاهرات، ويخدمن المجتمع والفضيلة، إلى غير ذلك، فهكذا النفاق يتلوّن في كل زمان وكل مكان، نسأل الله العفو والعافية.